بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم ونحن على ابواب امتحتنات لاالفصل الاول نتحدث عن ظاهرة الغش
فنحن امام حمى تفشت في مدارسنا العربية وجعل التلاميذ في هذه الاخيرة
مهرجانات يبرزون فيها فنونهم في خداع المراقب وسرقة المعلومات دون عناء
المراجعة او الحفظ جاعلين من الله عز وجل اهون الناظرين اليهم ومن هذا
المنطلق يتبين موقف الدين الاسلامي المحرم لهذه الظاهرة من خلال قول رسول
الله عليه افضل الصلاة والسلام ( من غشنا فليس منا ) ذلك ان مقترف هذا الفعل يتبرا منه الرسول صلى الله عليه وسلم وامته والعياذ بالله
يعتبر الغش وسيلة لا تقتصر على ضعاف المستوى من التلاميذ بل حتى على المجتهدين منهم حيث ان التلميذ الضعيف يلجا الى الغـش باعتباره المفر الوحيد من شبح السقوط ويمكن
تمييز هذا النوع من التلاميذ خلال الامتحانات بكونه يتاخر في الاجابة
منتظرا نقلها ممن سبقوه وكلما ضاق عليه الوقت اصبح اكثر جراة كونه لا يجد
ما يخسره فهو راسب في جميع الحالات
اما النوع الثاني من التلاميذ الذين يلجاون الى الغش فهم المجتهدون
وما يميزهم عن النوع الاول فانهم لا يبحثون عن النجاح باي ثمن بل عن
العلامة الكاملة النابع من الطمع الراسخ في النفس الانسانية مستغلين تغاضي
المراقب عنهم وهو من يعتبرهم قدوة لباقي زملائهم في الاعتماد على النفس
ليقترفوا فعلتهم باريحية
اما فيما يخص اساليب الغش فهي متعددة ودائمة التجدد بفعل ابداع الطلاب في هذا المجال وما توفره التكنولوجيا الحديثة من خدمات لتسهيل عملية الغش
فالطرق التقليدية تتمثل في استراق النظر الى ورقة الجار او تمرير الاجابة في اوراق صغيرة او احظارها جاهزة في اوراق مخباة تختلف تسمياتها باختلاف اللهجات المحلية
اما عن الطرق الحديثة فيمكن الحديث عن الرسائل القصيرة بواسطة الهواتف النقالة واجهزة التسجيل بالنسبة للفتيات المحجبات !!! .........
لكن النوع الاكثر اثارة للجدل هو الذي يتورط فيه رجال التعليم كتسريب الامتحانات
و تمرير الاجابات اما لمقابل مادي او لصلة قرابةاو معرفة تربط بين رجل
التعليم والتلميذ الممتحن وهذا هو النوع الذي لطالما تم التغاضي عنه رغم
انه يتم في احيان كثيرة على الملا و هذه من النقط السوداء
في التعليم العربي فكما يوجد هناك فساد في الانظمة السياسية فيوجد كذلك في
الانظمة التعليمية وهذا ما يستوجب من المسؤولين وقفة حازمة
بالنسبة للدوافع
التي تقود الطلاب للغش ففي الغالب هي عدم المبالاة واعطاء الاهتمام اللازم
للدروس او صعوبتها في بعض الاحيان لكن لا يجب ان ننسى ان عامل عدم توفير
الظروف السليمة لاكتساب المعلومة وغياب الشرح الوافي يضع الطالب امام
الخيار المذموم وهو الغش من زملائه الاوفر حظا والذين يتمتعون بامتياز
الاستفاذة من دروس الدعم وهذه حالة حدثت لي شخصيا للاسف
والان وقد تمت عملية الغش بنجاح وغش الطالب نفسه وقتل ملكة المثابرة والجد
فيها وجرد نفسيته من دافعية التعلم والبحث عن الاستفاذة وهو يظن نفسه قد
ادى واجبه والاهم هو النتيجة والعلامة الجيدة لنرى عواقب افعاله
العاقبة الاولى هي عصيان الله عز وجل والعياذ بالله
العاقبة الثانية انه سيجد نفسه مهما توالت السنوات الدراسية غشاشا ولن يستطيع التخلص مما عود نفسه
والعاقبة الاهم انه نجح فصلا لكنه خرج سطلا
هذه
كانت العواقب المترتبة عن اكتمال عملية الغش بنجاح لكن لنرى الموضوع من
زاوية اخرى وهي ان هذا التلميذ لو تم اعتراضه من المراقب متلبسا فستكون
النتائج وخيمة حقا وقد تصل به الى توقف مسيرته الدراسية وبذلك سيكون جانيا
على نفسه او على الاقل سيكون عرضة للمهانة امام زملائه وللاجراءات الزجرية
من ادارة مؤسسته
وسيتمنى بعد ذلك لو ان الذي جرى ما كان
لذا فمن الاحسن تجنب الغش ابتغاء لمرضاة الرب اولا وتفاديا لعواقبه القاسية على الشباب فالوقاية افضل من العلاج