من تجميعي
************************************************************
أن تنسي شخصًا أحببته لسنوات، لا يعني أنّك محوته من ذاكرتك. أنت فقط غيّرت مكانه في الذاكرة. ما عاد في واجهة ذاكرتك، حاضرًا كلّ يوم بكلّ تفاصيله. ـ
ما عاد ذاكرتك كلّ حين، غدا ذاكرتك أحيانًا. الأمر يتطلّب أن يشغل آخر مكانه، و يدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات.ـ
ذلك أن الذكريات لا تموت. هي تتحرّك فينا، تخبو كي تنجو من محاولة قتلنا لها. ثمّ في أوّل فرصة تعود و تطفو على واجهة قلبنا. فنحتفي بها كضيف افتقدناه منذ زمن بعيد و مرّ يسلّم علينا و يواصل طريقه.ـ
الذكريات عابر سبيل، لا يمكن استبقاؤها مهما أغريناها بالإقامة بيننا.ـ
هي تمضي مثلما جاءت. لا ذكريات تمكث. لا ذكريات تتحوّل حين تزورنا إلى حياة. من هنا سرّ احتفائنا بها. و ألمنا حين تغادرنا. إنّها ما نجا من حياة سابقة.ـ
ليس بإمكان أحد الإدعاء أنّه من يتحكّم في ذكرياته. و لا هو يحتاج أن يبحث عنها في الزوايا خلف عنكبوت الزمن. هي التي تتحكّم فيه.. و هي التي تبحث عنه حين تشاء.ـ
****
مقتطف من كتاب " نسيان.كم"ـ
***************************************************************
لحياة غابة. ( أنفقت عمري قبل أن أكتشف ذلك !).ـ
كلّما تقدّم بك العمر ازددت توغّلًا في الأدغال، و وجدت نفسك مضطّرة إلى التّعامل مع حيوانات بمظهر بشري، خاصة إن كنت امرأة فراشة، تخال العالم مرجًا من الزهور. عليك أن تأخذي علمًا بأنّ كلّ كائن ترينه سواء كان رجلًا أو امرأة، يخفي كائنًا آخر." نحن نعيش في غابة معظم حيواناتها تعيش بداخلنا".ـ
إنّنا نختلف فقط في الفصيلة التي ننحدر منها. بيننا الحصان و الطاووس و الثعبان و الدولفين و الثعلب و العقرب و الكناري، و الكلب و القطّ و الفيل و الزرافة و الأسد و الأرنب و الفأر و الخنزير. و عليك أن تتعرّفي على الجزئيّات الحيوانيّة التي في كلّ واحد قبل أن تسلّميه نفسك. و قبل حتى أن تسلّمي عليه. ربما كان ضفدعًا وصنع من سلامك قصّة ينقّ بها في المستنقعات!ـ
و ربما خلته نسرًا و إذا به من فصيلة العقبان و الجوارح التي تترقّب لحظة نهشك.ـ
و ربما خلته دولفيناً، و رحت تسبحين معه و تلاعبينه، و إذا به سمكة قرش تفتح فكّيها للانقضاض عليك. و ربما خلته كلبًا و إذا به ذئب، أو ظننته قطًّا سياميًّا و إذا به يتحوّل في بيتك إلى أسد ضارٍ.ـ
صار لزامًا علينا أن نتعلّم علم الفراسة.. و نُقلع عن متابعة القنوات السياسية أو الطربيّة، و نتابع عوضًا عنها القنوات المختصّة بالحيوانات حتى لا نخطئ في اختيار "حيوان" حياتنا.ـ
كفانا صدمات !ـ
ــــــــــــ
مقتطف من كتاب "نسيان.كم"ـ
**************************************************************
في مواجهة الحب، كما في مواجهة الموت، نحن متساوون. لا يفيدنا شيء: لا ثقافتنا.. لا خبرتنا.. ولا ذكاؤنا.. ولا تذاكينا.ـ
نذهب نحو الاثنين. مجردين من كلّ الأسلحة.. ومن كل الأسئلة.ـ
وأنا التي واجهت الحبّ عزلاء دائما، أتوقع أن يأخذ بعين الاعتبار، شغفي بهزائمه. ويعوّضني عن الخسارة معه بخسارة جميلة أخرى.ـ
ولذا لم يعنني يوما، أين هو ذاهب بي حصان الحب الجامح. مادامت حريتي معه تقتصر على الموت بسببه.. أو الموت دونه!ـ
****
مقتطف من رواية "فوضى الحواس"ـ
************************************************************عاودتني تلك الأمنية ذاتها: ليت صوتها يباع في الصيدليّات لأشتريه. ـ
إنّني أحتاج صوتها لأعيش. ـ
أحتاج أن أتناوله ثلاث مرّات في اليوم. ـ
مرّة على الريق، ومرّة قبل النوم، ومرّة عندما يهجم عليّ الحزن أو الفرح كما الآن.ـ
أيّ علم هذا الذي لم يستطع حتى الآن أن يضع أصوات من نحبّ في أقراص،ـ
أو في زجاجة دواء نتناولها سرًّا، عندما نصاب بوعكة عاطفيّة
بدون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه.ـ
****
مقتطف من رواية " عابر سرير"ـ
**********************************************************
علّمني الحب أن لا أصدّقه فما استطعت. وعلمني أن أتعرّف إليه قبل أن أحتفي به، فما استطعت. ـ
مازلت أمام قطار الحبّ، أرى في كلّ نازل قدومه،ـ
فأحمل عنه أمتعته، و أسأله عن رحلته، و عن مهنته، و عن أسماء المدن التي مرّ بها، والنساء اللاتي مررن به،ـ
ثم أكتشف وهو يحادثني، أنّه أخطأ بين قطارين وجهته.. فأذهب نحو حبّ آخر، وأتركه مذهولا من أمري جالسا على حقيبته!ـ
*****
مقتطف من رواية " فوضى الحواس"
***********************************************************ما أطول قائمة الأشياءالعادية التي نتوقعها فوق العادة, حتى تحدث. والتي نعتقد أنها لا تحدث سوى للآخرين, وأن الحياة لسبب أو لآخر ستوفر علينا كثيرا منها, حتى نجد أنفسنا يوما أمامها.ـ
عندما أبحث في حياتي اليوم, أجد أن لقائي بك هو الشيء الوحيد الخارق للعادة حقاً. الشيء الوحيد الذي لم أكن لأتنبأ به، أو أتوقع عواقبه عليّ.ـ
ما زلت أتساءل بعد كل هذه السنوات, أين أضع حبك اليوم؟
أفي خانة الأشياء العادية التي قد تحدث لنا يوما كأية وعكه صحية أو زلة قدم.. أو نوبة جنون؟
أم .. أضعه حيث بدأ يوماً؟
كشيء خارق للعادة, كهدية من كوكب, لم يتوقع وجوده الفلكيون. أو زلزال لم تتنبأ به أية أجهزة للهزات الأرضية .ـ
أكنتِ زلة قدم .. أم زلة قدر ؟.ـ
***
مقتطف من رواية " ذاكرة الجسد"ـ
***************************************************
لا أكثر أذًى من هذا السؤال.ـ
كلّما راودك نحرت نفسك بسكّين غير صالح للذبح. إنّه يقتل في الدقيقة مليون مرة...............ـ
فكري معي قليلاً: ما هو أقصى شيء يمكن في رأيك أن يفعله ؟ ليفعل! بربّك دعيه يفعله!ـ
فكّري في كلّ ما لن يستطيع فعله مع غيرك بعد الآن، و سيصنع تعاسته. كأن يكون هو ذاته، ببوحه و انكساراته، و لحظات ضعفه، و صدقه و تجليّاته. ألّا يحتاج إلى جهد التمثيل ليكون "فتى الشاشة الأوّل" كلّ حين، و في كلّ اختبارات الرجولة.ـ
أن يحظى بسعادة ضمّك إلى صدره حتى آخر يوم من عمره، و يغدو ملكًا على العالم. لكن و قد خسر عرشه لن يكون بإمكانه حتى المباهاة بحبّك له، و لو بينه و بين نفسه.. و قد أصبحت لغيره.ـ
***
مقتطف من كتاب "نسيان.كم"ـ
********************************************************
اتمنى ان اكون قد وفقت في اختيارها