تفسير ميسر وملخص لسورة الفلق
( سورة مدنية)
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) توجيه من الله سبحانه وتعالى لرسوله وللمؤمنين من بعده جميعا للعياذ به وبحماه من كل مخوف خافٍ وظاهر مجهول ومعلوم، وكأن الله سبحانه يقول لهم في مودة وعطف تعالوا إلى هنا تعالوا إلى الحمى تعالوا إلى مأمنكم الذي تطمئنون فيه تعالوا فأنا أعلم أنكم ضعاف وأن لكم أعداء وأن حولكم مخاوف وهنا هنا الأمن والطمأنينة والسلام والفلق: قيل انه الصبح وقيل أيضاً انه الخلق جميعاً، بالإشارة إلى كل ما يفلق عنه الوجود والحياة وسواء كان هو الصبح فالاستعاذة برب الصبح الذي يؤمن بالنور من شر كل غامض مستور أو كان هو الخلق فالاستعاذة برب الخلق ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) أي من شر جميع خلقه (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) ومن شر ليل شديد الظلمة إذا دخل ظلامه وتغلغل في كل شيء, والليل حينئذ مخوف بذاته فضلا على ما يثيره من توقع للمجهول الخافي من كل شيء من وحش مفترس يهجم ومتلصص فاتك يقتحم وعدو مخادع يتمكن وحشرة سامة تزحف ومن وساوس وهواجس, فسبحان الذي يأخذ بأيدينا إليه ويعلمنا كيف نلجأ اليه وماذا نقول ليحمينا من هذه الشرور(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) ومن شر السواحر الساعيات بالأذى،النفاثات: أي اللاتي ينفخن نفخاً ليس معه ريق في عقد يعقدنها من خيط أو منديل بقصد أذى المسحور والتأثير على حواسه ومشاعره بما يريده الساحر وذلك عن طريق خداع الحواس وخداع الأعصاب والإيحاء إلى النفوس بأشياء لم تحدث حتى يمكن أن يصل به الى الجنون (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)ومن شر حاسد مبغض للناس على ما وهبهم الله من نعم, وأراد زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم، والحسد انفعال نفسي إزاء نعمة الله على بعض عباده مع تمني زوالها ويمكن أن يتبع هذا الانفعال النفسي تحت تأثير الحقد والغيظ قوة خفية وشرا على المحسود يمكن أن تدمره وتقضى عليه،ونحن لا نعرف كثيراً عن أسرارالنفس البشرية وشرورها،فهنا شر يستعاذ منه بالله ويستجار منه بحماه والله برحمته وفضله هو الذي يوجه رسوله عليه السلام وأمته بالاستعاذة به من هذه الشرور ومن المقطوع به أنهم متى استعاذوا به وفق توجيهه أعاذهم وحماهم من هذه الشرور إجمالا وتفصيلا وقد وردت روايات أن السورتين الفلق والناس نزلتا رقية للنبي وذلك عندما سحر لبيد بن الأعصم اليهودي وبناته النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هذه الروايات تخالف أصل العصمة النبوية في الفعل والتبليغ ولا تستقيم مع الاعتقاد بأن كل فعل من أفعاله وكل قول من أقواله سنة وشريعة كما أنها تصطدم بنفي القرآن عن الرسول عليه السلام أنه مسحور وتكذيب المشركين فيما كانوا يدعونه من هذا الإفك
( سورة مدنية)
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) توجيه من الله سبحانه وتعالى لرسوله وللمؤمنين من بعده جميعا للعياذ به وبحماه من كل مخوف خافٍ وظاهر مجهول ومعلوم، وكأن الله سبحانه يقول لهم في مودة وعطف تعالوا إلى هنا تعالوا إلى الحمى تعالوا إلى مأمنكم الذي تطمئنون فيه تعالوا فأنا أعلم أنكم ضعاف وأن لكم أعداء وأن حولكم مخاوف وهنا هنا الأمن والطمأنينة والسلام والفلق: قيل انه الصبح وقيل أيضاً انه الخلق جميعاً، بالإشارة إلى كل ما يفلق عنه الوجود والحياة وسواء كان هو الصبح فالاستعاذة برب الصبح الذي يؤمن بالنور من شر كل غامض مستور أو كان هو الخلق فالاستعاذة برب الخلق ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) أي من شر جميع خلقه (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) ومن شر ليل شديد الظلمة إذا دخل ظلامه وتغلغل في كل شيء, والليل حينئذ مخوف بذاته فضلا على ما يثيره من توقع للمجهول الخافي من كل شيء من وحش مفترس يهجم ومتلصص فاتك يقتحم وعدو مخادع يتمكن وحشرة سامة تزحف ومن وساوس وهواجس, فسبحان الذي يأخذ بأيدينا إليه ويعلمنا كيف نلجأ اليه وماذا نقول ليحمينا من هذه الشرور(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) ومن شر السواحر الساعيات بالأذى،النفاثات: أي اللاتي ينفخن نفخاً ليس معه ريق في عقد يعقدنها من خيط أو منديل بقصد أذى المسحور والتأثير على حواسه ومشاعره بما يريده الساحر وذلك عن طريق خداع الحواس وخداع الأعصاب والإيحاء إلى النفوس بأشياء لم تحدث حتى يمكن أن يصل به الى الجنون (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)ومن شر حاسد مبغض للناس على ما وهبهم الله من نعم, وأراد زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم، والحسد انفعال نفسي إزاء نعمة الله على بعض عباده مع تمني زوالها ويمكن أن يتبع هذا الانفعال النفسي تحت تأثير الحقد والغيظ قوة خفية وشرا على المحسود يمكن أن تدمره وتقضى عليه،ونحن لا نعرف كثيراً عن أسرارالنفس البشرية وشرورها،فهنا شر يستعاذ منه بالله ويستجار منه بحماه والله برحمته وفضله هو الذي يوجه رسوله عليه السلام وأمته بالاستعاذة به من هذه الشرور ومن المقطوع به أنهم متى استعاذوا به وفق توجيهه أعاذهم وحماهم من هذه الشرور إجمالا وتفصيلا وقد وردت روايات أن السورتين الفلق والناس نزلتا رقية للنبي وذلك عندما سحر لبيد بن الأعصم اليهودي وبناته النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هذه الروايات تخالف أصل العصمة النبوية في الفعل والتبليغ ولا تستقيم مع الاعتقاد بأن كل فعل من أفعاله وكل قول من أقواله سنة وشريعة كما أنها تصطدم بنفي القرآن عن الرسول عليه السلام أنه مسحور وتكذيب المشركين فيما كانوا يدعونه من هذا الإفك