بربك أي نهر تعبرينا
كأن الثوب ظل في صباح
يزيد تقلصا حينا فحينا
تظنين الرجال بلا شعـور
لأنك ربما لا تشعرينا
التبرج باب شر مستطير
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع
وعبر التاريخ، يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا، لا سيما إذا انضم إليه
الاختلاط المستهتر.
فمن هذه العواقب الوخيمة:
تسابق المتبرجات في مجال الزينة
المحرمة، لأجل لفت الأنظار إليهن . . مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة
كالسلعة المهينة.
ومنها: فساد أخلاق الرجال خاصة
الشباب ودفعهم إلى الفواحش المحرمة. ومنها: المتاجرة بالمرأة كوسيلة للدعاية أو الترفيه
في مجالات التجارة وغيرها.
ومنها: الإساءة على المرأة
نفسها؛ باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء نيتها وخبث طويتها، مما يعرضها لأذية
الأشرار والسفهاء .
ومنها : انتشار الأمراض لقوله
صلى الله عليه وسلم: « لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون
والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا » .
ومنها: تسهيل معصية الزنا
بالعين: قال عليه الصلاة والسلام العينان زناهما النظر)، وتعسير طاعة غض البصر التي هي -قطعا-
أخطر من القنابل الذرية والهزات الأرضية. قال تعالى : { وَإِذَا
أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } [الإسراء: 16]،
وجاء في الحديث: « إن الناس
إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعذاب » .
فيا أختي المسلمة :
هلا تدبرت قول الرسول صلى الله
عليه وسلم : « نح الأذى عن طريق المسلمين » . فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب
الإيمان، فأيهما أشد شوكة . . حجر في الطريق، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف بالعقول،
وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟
إنه ما من شاب مسلم يبتلى منك
اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله، وتصده عن صراطه المستقيم – كان بوسعك أن تجعليه في
مأمن منها – إلا أعقبك منها غدا نكال من الله عظيم .
بادري إلى طاعة الله ، ودعي عنك
انتقاد الناس ، ولومهم فحساب الله غدا أشد وأعظم .
الشروط الواجب توفرها مجتمعة
حتى يكون الحجاب شرعيا .
الأول : ستر جميع بدن المرأة
على الراجح.
ثانيا : أن لا يكون الحجاب في
نفسه زينة.
ثالثا : أن يكون صفيقا ثخينا لا
يشف.
الرابع : أن يكون فضفاضا واسعا
غير ضيق.
الخامس : أن لا يكون مبخرا
مطيبا.
السادس : أن لا يشبه ملابس
الكافرات.
السابع : أن لا يشبه ملابس
الرجال.
الثامن : أن لا يقصد به الشهرة
بين الناس.
إحذري التبرج المقنع
إذا تدبرت الشروط السابقة تبين
لك أن كثيرا من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء وهن اللائي يسمين
المعاصي بغير اسمها فيسمين التبرج حجابا ، والمعصية طاعة .
لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية
لوأدها في مهدها بالبطش والتنكيل ، فأحبط الله كيدهم ، وثبت المؤمنون والمؤمنات على
طاعة ربهم عز وجل . فرأوا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة، ترمي إلى الإنحراف عن
مسيرتها الربانية فراحوا يروجون صوراً مبتدعة من الحجاب على أنها "حل
وسط" ترضي المحجبة به ربها –زعموا– وفي ذات الوقت تساير مجتمعها وتحافظ على
"أناقتها"!
سمعنا وأطعنا
إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه
عز وجل ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي ، حبا وكرامة للإسلام ، واعتزازا بشريعة الرحمن
، وسمعا وطاعة لسنة خير الأنام صلى الله عليه وسلم، غير مبال بما عليه تلك الكتل
البشرية الضالة التائهة، الذاهلة عن حقيقة واقعها، والغافلة عن المصير
الذي ينتظرها.
وقد نفى الله عز وجل عمن تولى
عن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: { وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ
وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا
أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ . وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ }
[النور: 47 ، 48] إلى قوله تعالى: { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ
إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ
يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ فَأُوْلَئِكَ
هُمْ الْفَائِزُونَ
} [النور : 51 ، 52] .
وعن صفية بنت شيبة قالت: بينما
نحن عند عائشة – رضي الله عنها – قالت : فذكرت نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة – رضي الله عنها -:
(إن لنساء قريش لفضلاً، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد
تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور {
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [النور: 31]، فانقلب
رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته
وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت على مرطها المرحل
"أي الذي مبدع فيه صور الرحال وهي المساكن" فاعتجرت به "أي سترت
به رأسها ووجهها" تصديقا وإيمانا بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله
صلى الله عليه وسلم، معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان