استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

|¦₪¦| باب العقيدة |¦₪¦| Empty |¦₪¦| باب العقيدة |¦₪¦|

فراسبيتو
فراسبيتو
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 3079
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الثلاثاء مايو 18, 2010 4:23 pm
باب العقيدة



أسئلة الباب



1- يوجد لدينا شيخ في سورية يصر هو وأتباعه بالصلاة على النبي وعلى والديه باللفظ الآتي: "اللهم صلى عليه وعلى والديه وآله وسلم"، ويزعم أن الدليل أنه رأى..

2- ذكر ابن تيمية رحمة الله في مجموع الفتاوى (28/519) وفي منهج السنة ان مانعي الزكاة في..

3- تقرر عند أهل السنة والجماعة أن أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يخلدون..

4- هل قول الله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) ينطبق على من يقوم بحلق لحيته..

5- هل صحيح وجود المهدي المنتظر؟ ومتى..

6- هل أجساد الأنبياء والرسل تبقى على حالها أم..

7- ما حكم الوسوسة في ذات الله والإيمان به والشك في..

8- ما هو موقف المسلم من الأخبار..

9- ما حكم المرتد عن الإسلام -والعياذ بالله من الردة- يقول بعض العلماء أنه لا..

10- هل اليهود والنصارى هم حفدة..

11- هل هناك فرق بين التبرك بدعاء الصالحين و..

12- ذكرت في الخطبة السابقة قول..

13- هل صحيح ما يقال إن أرواح المؤمنين موجودة في..

14- لماذا تعد الصلاة والصيام..

15- هل يجوز إطلاق كلمة الخطأ في حق..

16- يقول الإمام ابن القيم رحمه الله..

17- لقد رد الله سبحانه وتعالى على الكفار الذين ينكرون البعث بأنه..

18- ذكرتم في خطبة ماضية أن من شعب الكفر..

19- ما معني أن رجل يعمل بعمل..

20- هل هناك بعض الأعمال تخرج..

21- ذكرت في خطبة سابقة عن المستهزئين..

22- ذكرت في خطبتك السابقة أن الكفر مجرد خاطر يمر على القلب. وكثيرا..

23- ما حكم الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان وهل المقصود..

24- أطلق القران الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لفظ النبي ولفظ الرسول فما..

25- سمعت أحد طلبة العلم يفرق بين وحدة الوجود التي قال بها النصارى ووحدة الوجود التي قال..

26- هناك الكثير من الناس يقولون أننا لا ندعو غير الله ولكن..

27- من الذي كذب على الله وقال أن السيئات لا..

28- ذكرتم في خطبة سابقة أن الشرك من شعب..

29- هل أفعال الرسول وأوامره كلها..

30- يأجوج ومأجوج موجودان في مكان ما في العالم وقد..

31- كتاب "إظهار الحق" وكتاب "إظهار الفرق بين المخلوق والخالق" هذان الكتابان عن تفنيد..

32- ذكرت في الخطبة بأن من سنة الله في النصر التأخير لحكم كثيرة منها..

33- هناك قصة عن وجود بعض..

34- إذا عمل لك شخص معروف فهل..



الأسئلة والأجوبة



1- يوجد لدينا شيخ في سورية يصر هو وأتباعه بالصلاة على النبي وعلى والديه باللفظ الآتي: "اللهم صلى عليه وعلى والديه وآله وسلم"، ويزعم أن الدليل أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في الرؤيا وأنه أوصاه بهذا، وأتباعه أخذوها بلا نقاش وجعلوها من المسلمات والقربات لله تعالى. فنرجو منكم إفادتنا بجواب شافي ومختصر قدر المستطاع، وسنقوم بدورنا بنقل الجواب له ولأتباعه لعلهم ينتهون.



هذا الشيخ المذكور كذاب أفاق أو ضال مضل. فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأتي في المنام بعد موته لأحد ويقول ما يخالف ما قاله صلى الله عليه وسلم وهو حي. وقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال استأذنت أن أزور قبر أمي فاذن لي واستأذنته أن استغفر لها فلم يأذن لي. وجلس صلى الله عليه وسلم عند قبر أمه فبكى وأبكى. وفي صحيح مسلم أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً يا رسول الله أين ابي؟ قال ابوك في النار. فولى الرجل باكياً فقال له صلى الله عليه وسلم إن أبي وأباك في النار.



2- ذكر ابن تيمية رحمة الله في مجموع الفتاوى (28/519) وفي منهج السنة ان مانعي الزكاة في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه هم مرتدين، ونقل هذا عنه كذلك أئمة الدعوة النجدية كما في الدرر السنية. وذكر كذلك هذا القول أبو عبيد بن القاسم بن سلام في كتاب الإيمان (ص12). والسؤال الأول: قد فهمت من كلامهم أنهم جعلوا حكم الردة عليهم وقتال الصحابة لهم هو مجرد المنع من اعطائها وأدائها، وأنهم مقرين بها غير جاحدين لوجوبها أو مكذبين. نرجو من الشيخ حفظه الله تقويمنا في ذلك. والسؤال الثاني: ما رأيكم في من يقول أن حكم الردة مناطه الجحود أو التكذيب؟ وجزاكم الله خيرا.



أرجو مراجعة الأمر في كتابنا البرهان.



3- تقرر عند أهل السنة والجماعة أن أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يخلدون في النار إن دخلوا فيها، ولكن قرأت آيات كثيرة من القرآن تدل على أن بعض أهل الكبائر من هذه الأمة يخلدون في النار، ومن هذه الآيات قوله وتعالى: {من عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} وقوله تعالى: {ومن يحكم بغير ما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقوله تعالى: {من يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً}، وقوله: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جنهم خالداً فيها وغضب الله عليه..} فهذه النصوص القرآنية تدل على أن بعض أهل الكبائر من هذه الأمة يخلدون في نار جهنم، فأرجو توضيح هذه النصوص.



لا إشكال في هذا لأن كل هذه النصوص مقيدة بقول الله تبارك وتعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وهذه الآية محكمة تبين أن الله لا يغفر أن يشرك به، ومن مات على الشرك فلا أمل له أن يعفو الله عنه، وسيخلد في نار جهنم ولو مكث فيها ما مكث، يقول الله تبارك وتعالى {إني حرمت الجنة على الكافرين} ويقول: {إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى} وهذا مفروغ منه.. وقوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك} أي ما دون الشرك، أما الآيات القرآنية التي وردت في السؤال والتي تتوعد بالخلود في النار، بيّن أهل العلم أنها مقيدة بهذا، وأن الخلود إما أن يكون بمعنى المكث الطويل ويكون مآل الموحد بعد ذلك إلى الجنة كما ثبت في الأحاديث الواضحة أن الله تبارك وتعالى يخرج أهل الكبائر من المسلمين من النار، حيث يقول الله للملائكة: {اخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان} وهذا آخر من يخرج. وقد ثبت في أحاديث الشفاعة الصحيحة أنهم يخرجون من النار.

والخلود فسره أهل العلم بأمرين: الخلود لمن كان مستحلاً هذا الفعل. فالآية الأولى مثلاً {من عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} جاءت في الربا، وقال أهل العلم {من عاد} أي إلى أكل الربا، {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} والعودة هنا ليست للوقوع في الإثم، وإنما لاستحلالها هذا الأمر، فإذا استحل الربا وسار فيه وقال مثل مقولة المشركين: إنما البيع مثل الربا، فهؤلاء هم أصحاب النار هم فيها خالدون.

أو الخلود بمعنى المكث الطويل، ولكنه ليس كخلود الكفار الذي لا انقطاع له، لأن الخالد في لغة العرب هو الماكث في المكان مكثاً طويلاً.

وهذه الآيات تمسّك بها الخوارج الذين قالوا بتخليد العصاة من أمة محمد في النار، وقالوا هم كفار ومخلدون في النار متمسكين بظواهر هذه النصوص، ورد عليهم أهل الإسلام بأن الله تبارك وتعالى يغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وكذلك أحاديث الشفاعة الكثيرة التي تبين أن الله تعالى يخرج من النار من يشاء من العصاة المسلمين.

وقوله تعالى: {فمن يحكم بغير ما أنزل فأولئك هم الكافرون} أي من يحكم بغير ما أنزل الله مستحلاً لذلك، ومساوياً حكم الله بحكم غيره والمعرض عن حكم اله إلى حكم غيره، أما من حكم وهو يعلم أن حكمه باطل، وأنه محاسب على هذا، فهذا كافر ولكن كفر دون كفر، لا يخلد في النار، لأن الكفر كفران: كفر يخلد في نار جهنم، وكفر لا يخلد في نار جهنم.

وكذلك أيضاً قوله تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً} والمعصية هنا ليست أي معصية، فربما تكون المعصية في أمور صغيرة يسيرة يكون الأمر فيها لله تبارك وتعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، أما إن كانت معصية الله ورسوله بالكفر والشرك فهذا لا شك أنه ممن يخلده الله في النار.

وكذلك الأمر في قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جنهم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} وهذه أشهر الآيات في الخلود، قال ابن عباس: قاتل النفس مخلد في النار.. وبقية الصحابة يقولون أن خلود قاتل النفس هو المكث الطويل وليس كخلود الكفار، ربما يتوب الله عليه فيخرجه من عذاب النار وينجو. وهذا إن شاء الله هو الصحيح، وهناك قول آخر لابن عباس: أنه لا يخلد خلود الكفار وأنه ليس بكافر. وبقوله هذا يكون وافق ما ذهب إليه بقية الصحابة وأهل السنة.



4- هل قول الله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) ينطبق على من يقوم بحلق لحيته عند السفر إلى بلده تجنباً للأذى والضرر الذي يقع عليه؟



إن كان هذا الإكراه يفضي إلى التلف والموت فنعم يجوز للإنسان أن يقول كلمة الكفر، وأن يظهر خلاف ما يبطن، ولكن إن كان مجرد أذى كأن يعرقلوه في المطار أو يأخروه، فلا يجوز له حلق لحيته، وعليه أن يتحمل مثل هذا الأذى.



5- هل صحيح وجود المهدي المنتظر؟ ومتى يكون ظهوره؟



القول بأن المهدي المنتظر هو شخص يأتي من نسل محمد صلى الله عليه وسلم من ولد الحسن بن علي، وأنه يملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً. هذا حق، وقد جاء ذكره في أحاديث كثيرة تبلغ في مجملها درجة التواتر. منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: [‏لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت‏‏ جورا]، وقوله: [لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي]، وقوله:[ ‏المهدي مني ‏‏أجلى‏ ‏الجبهة‏ ‏أقنى‏ ‏الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين]، وهو من ولد فاطمة، من ولد الحسن بن علي، ويولد في الوقت الذي يشاء الله تبارك تعالى، أما أنه موجود الآن كما تقول الرافضة، وأنه ولد محمد بن حسن العسكري الذي اختفى منذ سنة 230هـ وما زال مختفياً إلى الآن وأنه سيخرج مرة أخرى فهذه عقيدة باطلة. والعقيدة الصحيحة أنه يولد ويخرج ويجمع الله عليه قلوب أهل الإيمان، ويحارب الكفر وتجتمع عليه الكلمة.

أما متى.. فهذا علمه إلى الله عز وجل، ولم يعين النبي سنة معينة يخرج فيها، وقد أخطأ الناس في معرفة المهدي فكلما أظلم على المسلمين حال انتظروا خروج المهدي، لأنه بمثابة المخلص، وقد نعتت المهدية في التاريخ الإسلامي على مئات السنين، ووقعت فتن كثيرة بسبب هذا منذ أيام الأمويين فالعباسيين.



6- هل أجساد الأنبياء والرسل تبقى على حالها أم تفنى وتتحلل في التراب؟



أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء]، وإنما تبقى على حالها إلى أن يبعثهم الله تبارك وتعالى.



7- ما حكم الوسوسة في ذات الله والإيمان به والشك في العبادات؟ علماً أنني على هذه الحال أكثر من ثلاثة شهور مع الاستعاذة والاستعانة بقراءة القرآن وهل آثم على هذه الوسوسة؟



إذا كانت الوسوسة خاطر يأتي ويدفعه المسلم فهذا صريح الإيمان كما قال النبي ‏عندما جاءه ناس من أصحابه فقالوا: [يا رسول الله نجد في أنفسنا الشيء ‏ ‏نعظم ‏‏أن نتكلم به ‏‏أو الكلام به ‏‏ما نحب أن لنا وأنا تكلمنا به قال: أوقد وجدتموه قالوا: نعم. قال: ‏ذاك صريح الإيمان]‏ ولكن إذا انساق الإنسان وراء وساوسه ولم يصرف قلبه عنها فإنه يأثم بذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته] ولينته يفهم منها أنه من أطلق لنفسه العنان في هذا وسار مع الشيطان فسيؤدي به هذا إلى الكفر، وقد يحاسب عليه لقول الله تبارك وتعالى: {ولله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير}.



8- ما هو موقف المسلم من الأخبار الإسرائيلية؟



أخبارهم تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: يوافق ما عندنا وهذا حق، وهذا دليل على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

القسم الثاني: يخالف ما عندنا مما أخبرنا الله تعالى به وهذا نكذبه وننفيه كقولهم في التوراة أن هارون هو الذي صنع العجل، وهذا كذب فهارون نبي برأه الله من هذا ولم يفعل هذا إنما ترك العجل لم ينسفه وسكت عمن صنع العجل، وعاتبه أخوه على ذلك بشدة. قال تعالى: {ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا، قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين} ولم يقف كذبهم عند هذا الحد بل تعدى إلى أكثر من ذلك فقد ذكروا في توراتهم سبعة عشر حالة عن زنا الأنبياء بمحارمهم.

القسم الثالث: أخبار وأحداث لم تأتي في ديننا ولا دين غيرنا من الأنبياء فربما كانت حق وربما كانت كذب وهذا القسم قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: [لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم..].



9- ما حكم المرتد عن الإسلام -والعياذ بالله من الردة- يقول بعض العلماء أنه لا يوجد... إذ أن المصطفى عليه الصلاة والسلام لم يقم الحد على مرتد، ولا يحتج هؤلاء العلماء بالحديث الشريف [من بدل دينه فاقتلوه] بل يذهبون إلى أن ذلك قد يعني أن المرتد عن النصرانية واليهودية إلى الإسلام يقتل إعمالا لنص الحديث، كما يكون المرتد الذي يقتل فقط هو المحارب للمسلمين على أساس أنه مفسد في الأرض. ما رأيكم؟



أولا الذي يقول أنه لا يوجد حد الردة في الإسلام لا ينبغي وصفه بالعالم، لأن هذا الأمر من المعلوم من الدين بالضرورة، وإنكار هذا الأمر قد يكون كفر لقول النبي صلى الله عليه وسلم [من بدل دينه فاقتلوه]، وكذلك لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح [لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك الجماعة]، أما كون النبي لم يقتل مرتدا، فهذا كان لمصلحة شرعية، فإن هناك من استحق أن يقتل في عهد النبي صلوات الله وسلامه عليه كمن قال: اعدل يا محمد والله هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، لكن النبي امتنع عن قتله حتى لا يقال أن محمدا يقتل أصحابه، ثم إن هذا الإنسان كان جاهلاً لا يدري ما يقول، ولذلك قال له النبي [ويلك ومَن يعدل إذا لم أعدل..]، ثم لما قيل له نقتله قال: [دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية..]، أما أن يكون هناك إنسان في حياة النبي ارتد وبقي في أرض الإسلام، ولم يقتله النبي فهذا لم يحصل، لكن هناك واحد فقط ارتد إلى النصرانية ولكنه ذهب إلى الحبشة وهو الذي كان يكتب الوحي للنبي حيث وقع في قلبه شك. ثم إن الصحابة ساروا في هذا وقتلوا من ارتد عن الدين، فهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن كما جاء في رواية البخاري: [بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن] قال وبعث كل واحد منهما على مخلاف. قال واليمن مخلافان. ثم قال:[يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا]. فانطلق كل واحد منهما إلى عمله وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه كان قريباً من صاحبه، أحدث به عهداً فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريباً من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس، وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه، فقال له معاذ: يا عبدالله بن قيس: أيما هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه. قال: لا أنزل حتى يقتل. قال: إنما جيء به لذلك فانزل. قال: فنزل.

وباب قتل المرتد من أعظم أبواب الفقه، هذا باب معروف، فإنكار هذا الباب والقول بأن هذا ليس في الإسلام غير صحيح، ولا يشترط أن يكون المرتد محاربا، فمن دخل في الإسلام، ثم أعلن نكوصه ورجوعه وإن لم يحارب المسلمين يقتل حداً، وهذا أمر لا خلاف فيه بين أهل الإسلام.



10- هل اليهود والنصارى هم حفدة القردة والخنازير؟ وكيف التوفيق مع قول النبي صلى الله عليه وسلم [كلكم لآدم وآدم من تراب]؟ وهل هناك علاقة بالآية الكريمة من سورة البقرة {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين} وهذه الآية تبين أن أصلهم من بني آدم فهل هم حقيقة أبناء القردة والخنازير بالأصل؟



اليهود والنصارى ليسوا متناسلون من القردة والخنازير لأن الممسوخ من مسخه الله، والصحيح أن الله عز وجل لم يجعل لمسخ نسلا، فهؤلاء ليسوا أبناء القردة والخنازير، ولكن من آباءهم من مسخه الله قردة وخنازير كما قال تبارك وتعالى {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل}، فلا شك أنهم ليسوا نسلا للقردة والخنازير وهؤلاء بشر ليسوا من أولاد آدم ولكن يقال لهم كما قالت عائشة لما سمعت بعض اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك فقال لهم النبي (وعليكم) فقالت لهم السيدة عائشة وكانت لم تسمع كلامهم وهم داخلون على النبي فقالت [وعليكم السام واللعنة يا أبناء القردة والخنازير] فقال النبي [مه يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه] فقالت [ألم تسمع ما يقولون] فقال لها النبي [قد رددت عليهم والله يستجيب لي ولا يستجيب لهم] لأن السام هو الموت فلما كانوا يدخلون على النبي يقولون السام عليكم فيظن من يسمعهم أنهم يسلمون يقولون السلام عليكم، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا صلى الله عليه وسلم فكان النبي يقول لهم (وعليكم) يعني مثل التحية التي حييتم بها، فدعاء النبي مستجاب ودعاءهم غير مستجاب لكن لما سمعت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها غضبت لهذا وقالت يدعون على النبي بهذا وقالت لهم [وعليكم السام واللعنة يا أبناء القردة والخنازير] ومعنى أنهم أبناءهم ليس أنهم تناسلوا منهم، وإنما كان من آباءهم من مسخه الله تبارك وتعالى قردا أو خنزيرا.



11- هل هناك فرق بين التبرك بدعاء الصالحين والتوسل بدعاء الصالحين وما حكمهما؟



التبرك بدعاء الصالحين والتوسل بدعاء الصالحين الأحياء جائز لكن لا يسمى تبارك، بل يسمى توسل، يعني أن يطلب الدعاء من الحي الصالح وهذا طيب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه إنه [إذا جاء أمداد اليمن ففيهم أويس القرني رجل بار بأمه كان بجسده برص بياض فبرأ منه إلا موضع درهم فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل] فكان عمر رضي الله تعالى عنه ينتظر أمداد اليمن كلما جاء أمداد اليمن للقتال وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم فهذا الأمر لم يتحقق إلا بعد وفاة النبي بأكثر من عشر سنين، وأمداد اليمن يعني الذين يمدون الجهاد من اليمن، وأهل اليمن هم كانوا مدد القتال، وقامت حروب الإسلام والفتوح عليهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [الإيمان يماني والحكمة يمانية] فكان كلما يأتي مدد من اليمن للقتال يسألهم أفيكم أويس؟ إلى أن وقع عليه فقال له أنت فلان؟ قال: نعم. قال: كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم.

-وهذه كانت علة خفية في فخذه فقط-. فقال: نعم. قال له: استغفر لي. فدعا له فقال له: أين وجهتك؟ فقال أنه ينوى الكوفة. فقال له: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ فقال: لا.. أكون في عامة الناس أحب إلي، ثم عرف بعض الناس بخبر عمر فبدءوا كلهم يطلبون منه أن يستغفر لهم.



12- ذكرت في الخطبة السابقة قول النبي صلى الله عليه وسلم [من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة] فهل معنى الحديث أن الجنة يدخلها كل من قال كلمة التوحيد، وإن لم يعمل بفرائض وأركان الإسلام؟



لا. وإنما إذا قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه، وعمل بمقتضاها، ولا يكفي لمن قال لا إله إلا الله بلسانه وواطأها بقلبه أن يدخل الجنة، وهذا لا يقوله إلا أهل الإرجاء، الذين قالوا إن الإيمان هو التصديق بالقلب والقول باللسان فقط، وأما العمل فغير داخل في مسمى الإيمان، ولا يدخل في معنى لا إله إلا الله، ولذلك قال بعضهم لا يضر مع الإيمان ذنب، وهذا غير صحيح. فهناك عمل شرط في صحة الإيمان كالصلاة، وهناك عمل واجب في صحة الإيمان، وهناك عمل مستحب من باب كمال الإيمان كالمستحبات، وهناك واجبات تدخل في واجبات الإيمان ويأتي له تفصيل آخر إن شاء الله .



13- هل صحيح ما يقال إن أرواح المؤمنين موجودة في بئر زمزم وأرواح الكافرين والعصاة موجودة في بئر برغوت في اليمن؟



هذا غير صحيح، وإنما أرواح أهل الإيمان إنما هي في الجنة، وأرواح الكفار في سجيل، كما قال تبارك وتعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون} وقال: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجيل}، وقد جاء في الحديث أن الروح إذا ذهبت تلتقي مع أرواح أهل الإيمان، فيسألونها ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فإذا سمعوا أن فلان مات يقولون ألم يأتكم؟ يقولون إذاً ذهب إلى الهول.. فإذا كان قد مات ولم تأت روحه لأهل الإيمان يكون قد ذهب إلى الهول، أما أرواح الشهداء فهي حية ترزق كما قال تبارك وتعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}.. فهم يتنعمون نعيم حسي وهذا خاص بأرواح الشهداء فقط.



14- لماذا تعد الصلاة والصيام والزكاة والحج من شعب الإيمان وما الدلالة على ذلك؟



الله هو الذي جعل هذه الأمور من شعب الإيمان بما شرعه لعباده، فإن الشعبة هي الجزء والفرع، والإيمان كالشجرة الواحدة لها فروع، فالصلاة فرع، والصيام فرع، والزكاة فرع، والحج فرع، والحياء فرع، وبر الوالدين فرع، والجهاد في سبيل الله فرع، وبعض هذه الفروع بمثابة العمد والأركان وبعضها ما يتفرع عن هذه الفرع والأركان، فالصلاة عمود الإسلام، وأساس الدين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه كل الأركان، ثم بعد ذلك تأتي التحسينات والتتميمات، وكل ما أمر الله به يدخل في شعب الإيمان، والنبي يقول: [الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق] فجعل الله رفع الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان لأنه عمل خير، وكل عمل خير أمر الله به سواء كان من أعمال القلوب أو من أعمال البدن أو من عبادات الأموال هي شعبة من شعب الإيمان.



15- هل يجوز إطلاق كلمة الخطأ في حق الرسول صلى الله عليه وسلم في الاجتهاد بأن يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم اجتهد وأخطأ في قضية من القضايا؟



الرسول صلى الله عليه وسلم لا شك أنه معصوم من الخطأ صلوات الله وسلامه عليه، الخطأ بمعنى أن يأمر مما نهى الله تبارك وتعالى عنه، فهذا معصوم منه صلوات الله وسلامه عليه وكل الأنبياء كذلك، وإنما قد يقع من النبي ما يسمى خلاف الأولى مما يعاتبهم الله تبارك وتعالى عليه بمعنى أن يكون أمر صواب ولكن هناك ما هو أصوب وأحسن، كما عاتب الله تبارك وتعالى نبينا صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور منها قوله: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى}، فالنبي لم يفعل خطأ بمعنى الخطأ، وإنما عندما جاءه الأعمى كان منشغلاً بدعوة شخص من كبار قريش يقال أنه أميّ بن خلف أو أبيّ بن خلف وكان عدواً ظاهر العداوة للدين والإسلام وعندما عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام وجد منه شيء من اللين فانشغل به راجياً أن يسلم، وعبوس النبي وتوليه عن الرجل الأعمى كان بسبب حضوره في الوقت الذي كان منشغلاً فيه بدعوة الرجل الكافر إلى الإسلام. فقال له الله تبارك وتعالى أنه كان الأولى ترك هذا المعرض عن الله والاهتمام بالأعمى المؤمن: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى} وهذا هو عمل النبي عمله أن يزكي أهل الإيمان ويطهرهم كما قال الله تبارك وتعالى {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قل لفي ضلال مبين}.

فالشاهد أنه لا يقال أخطأ النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، وإنما كل ما عاتب الله تبارك وتعالى فيه نبيه إنما كان من باب {عفا الله عنك لما أذنت لهم} .



16- يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:

سبحان من غرست يداه *** جنة الفردوس عند تكامل البنيان

ويداه أيضا أتقنت لبنائها *** فتبـارك الرحمن اعظــم بان

هـل في الجنان كآدم؟ *** وكلاهما تفضيله من أعظم شان

كل هذه النصوص تدل على أن الله خلق آدم وخلق الفردوس بيده خلافا لبقية المخلوقات في الخلق لكن يا شيخ لدي إشكال وهو أن الله صور آدم من تراب، ثم لما يبس نفخ الله فيه الروح فهل هذا الفهم صحيح نرجو بيان وتوضيح حتى تزول هذا الإشكال في ذهني؟



أبيات الإمام ابن القيم حق وهو يبين بأن الله تبارك وتعالى غرس جنة الفردوس بيده وأنه سبحانه وتعالى قد سوى آدم بيديه كما تؤكده نصوص القرآن {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه..} فقول الله له {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} إنما هو إخبار من الله بأن هذه فضيلة لهذا المخلوق أن الله قد خلقه بيديه وليس {بيدي} يعني بقدرتي فإن الله خلق الخلق كلهم بقدرة الله عز وجل، فالمخلوقات كلها مخلوقة بقدرة الله تبارك وتعالى {إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} فميّز الله تبارك وتعالى آدم في الخلق بأن سواه بيديه سبحانه وتعالى، ولذلك عندما يستشفع الناس بآدم يوم القيامة يقولون له [يا آدم أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول لست هناكم]، وكذلك جاء في الحديث أن الله تبارك وتعالى غرس غراس جنة عدن بيديه، وجنة عدن هي جنة الإقامة، وهذا من إكرامه سبحانه وتعالى لأوليائه، فهذا إثبات لهذه الصفة ونحن نؤمن بصفات الله سبحانه وتعالى على النحو الذي أخبرنا به دون تكليف ولا تشويه ولا تمثيل، لا نقول كيفيتها كذا، وصورتها كذا، وهي مثل كذا، وإنما نقول نؤمن بكلام الله تبارك وتعالى على مراد الله عز وجل فنؤمن أن لله يدين، ولكن ليس كأيدينا كما قال جل وعلا عن ذاته {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} فهو سميع بصير، السمع والبصر يقصد بهما المخلوقات العلوية والسفلية، فإن الحيوان يوصف بأنه يسمع ويبصر، حتى أدنى المخلوقات يسمع ويبصر، والإنسان يسمع ويبصر كما قال تبارك وتعالى في الإنسان {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا} فالإنسان سميع بصير، لكن سمع الإنسان وبصره ليس كسمع الله تبارك وتعالى، فسمع الله جل وعلا وبصره لائق بذاته، وسمع الإنسان وبصره مناسب لحاله، وكذلك في سائر صفات الله تبارك وتعالى إذا كان هناك وصف مشترك بين الخالق والمخلوق، كالرحمة والسمع والبصر والعلم والإرادة والمشيئة، فالصفة إذا نسبت إلى مخلوق فهي تناسب حاله، وأما الرب تبارك وتعالى إذا نسبت إليه الصفة فهي لائقة بذاته وبجلاله سبحانه وتعالى.



17- لقد رد الله سبحانه وتعالى على الكفار الذين ينكرون البعث بأنه قادر على إعادتهم وهو أهون عليه، فهل هناك فعل هين على الله وهناك فعل أو شيء دون ذلك؟



ليس هناك شيء مستصعب على الله تبارك وتعالى، ولكن هذا تمثيل للبشر بأن إعادة الخلق ليس مثل بدأه، وإنشاء الشيء لأول مرة قد يكون أصعب من إعادته في المرة الثانية، وذلك أن الكفار كانوا يستعظمون أمر البعث، فإنهم يرون نشأتهم الأولى لكن النشأة الثانية لم يروها، يقولون {أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد } يعني بعد أن اختلطت ذراتنا بتراب هذه الأرض وأصبحنا جزء منها، حيث لا يمكن أن نقول هذا جسم فلان وهذا جسم فلان يبعث مرة أخرى، كما تقول العرب (ضل السمن في الطعام) يعني لو أنت أحضرت قطعة سمن ووضعتها في طعام كبير وغليت هذا، ثم قالوا لك اخرج هذه القطعة مرة أخرى، لن تستطيع ذلك فقد ضلت فيه، وهكذا استعظم الكفار هذا. فأخبرهم الله تبارك وتعالى بأن هذا هين عليه قال {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة} {زجرة} نفخة {فإذا هم} كل الناس {بالساهرة} وهي وجه الأرض.



18- ذكرتم في خطبة ماضية أن من شعب الكفر التكذيب، وذكرتم أن الإيمان تصديق، والكفر تكذيب، والمؤمن هو الذي يصدق بأخبار الله تبارك وتعالى ويقبل بأمره، فهل يكون العمل القلبي عند كل أهل الإيمان سواء؟ أم أنهم يتفاضلون فيما بينهم في عمل القلب إضافة إلى عمل الجوارح؟ وهل معنى التصديق هو عمل القلب فقط؟ نرجو التوضيح.



عمل القلب أعظم الأعمال، وعمل القلب لا ينفك عن عمل الجوارح، فالقلب لا يعمل وحده، والجوارح لا تعمل وحدها، فأنت لا يمكن لك أن تعمل عمل بجارحة دون أن يعمل معها القلب، إلا في حالة ما يكون قلب الإنسان غافل إما ناسي أو مجنون، أو ضائع العقل، فأنت عندما تمشي القلب يعمل أيضا لأنه يعرف أين مقصدك، وإلا إذا كنت تمشي ولا تعرف إلى أين، فهل تمشي أم تجلس؟ فإذا قام الإنسان بعمل من أعمال الجوارح كطاعة من الطاعات فالقلب يعمل معه. كالصيام هو نية واحتساب وفعل، وهو الامتناع عن الطعام والشراب، والإيمان يزداد من هنا، ويزداد بزيادة ما في القلب من معاني الطاعة لله عز وجل، فالاحتساب طاعة، والصبر على العطش والظمأ طاعة، والخضوع لله طاعة، والنية أن تكون في عبادة طاعة، فأنت تزداد بالقلب وتزداد بعمل الجوارح.



19- ما معني أن رجل يعمل بعمل الكفار ولا يعتقده وما حكمه؟



السؤال مجمل غير مفصل. على كل حال هناك أعمال من أعمال الكفار إذا عملها المسلم يكفر بها، كعبادة غير الله تبارك وتعالى، والسجود لغير الله، أما ما جاء في الحديث [إنَّ الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإِنَّ الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة] فهذا بالنسبة للخاتمة، فإن العبرة بالخواتيم، فالرجل قد يعمل بعمل أهل النار كالكفر بالله، وترك الصلوات، وعدم الالتزام بأي شيء من الإيمان، ثم يتوب الله عليه في آخر عمره فيهتدي، ويترك ما هو عليه، فيعمل بعمل أهل الجنة ويدخلها.

وهناك من أعمال الكفار لو عملها الإنسان، ولا يريد التشبه بهم فلا بأس بها كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل: [إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون؟ فقال النبي: تسرولوا واتزروا وخالفوا أهل الكتاب] فإذا عمل المسلم بعض الأمور التي يعملها الكفار غير متشبه بهم مثل اللباس، والأكل، والشرب فلا بأس بهذا.



20- هل هناك بعض الأعمال تخرج المسلم عن الملة؟



نعم هناك أعمال تخرج المسلم عن الملة كأن يعظم شيء من دين الكفار، فمن عظم صليباً مثلاً، أو سجد لصنم أو صنع عيداً من أعياد الكفار، أو احتفى به، وهذه كلها أعمال خاصة بالكفار إذا صنعها المسلم فإنه يخرج من دين الإسلام إلى دين الكفر.



21- ذكرت في خطبة سابقة عن المستهزئين بالدين، وذكرت أن الصحف فيها مساس بالدين، فهل اقتناؤها أو الاشتراك السنوي فيها يكون سكوتاً عن المستهزئين وبالتالي نصبح مثلهم؟



الصحف شر لكن اطلاع المسلم عليها أمر لا بد منه، وذلك لأن الصحيفة فيها ما يهم الناس في حياتهم ودنياهم وهذا أمر مطلوب، لكن الرضا عن الكفر كفر سواء كان في مجلس أو صحيفة، أوغيرهما.



22- ذكرت في خطبتك السابقة أن الكفر مجرد خاطر يمر على القلب. وكثيرا من الناس يمر على قلوبهم خواطر كثيرة من الشيطان، فكيف يعرف الناس أن هذا قد كفر وهل لذلك من علامات حتى لا نقع في حيرة؟



الكفر ممكن أن يكون خاطر، لكن هذا الخاطر إذا تمكن من القلب ومكث فيه وارتضاه الإنسان عندها يصبح كفراً، أما إذا انكره ورفضه فهذا ليس بكفر وهو صريح الإيمان، فقد جاء رجل إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه فقال له يا رسول الله إني أجد في نفسي ما أتعاظم أن اتكلم به، يعني لا اقدر أن أقوله من شناعته فقال له النبي: [ذلك صريح الإيمان]، فالإيمان الصريح هو إنكار هذه الخواطر التي تكون من الشيطان، وقال النبي [الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة] فالشيطان يلقي في قلب ابن آدم وهذا شغله الدائم كما قال النبي [الشيطان جاثم على قلب ابن ادم فإذا ذكر الله خَنَس، وإذا غفل وسوس].

أنت تغفل قليلا عن الذكر يوسوس ولا يتركك حتى وأنت بين يدي الله في الصلاة، كما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه [إذا أذن المؤذن بالصلاة أكبر الشيطان وله حصاص] حصاص يعني ضراط [فإذا فرغ من الأذان اقبل فإذا أقيمت الصلاة أدبر وأيضا له حصاص] يعني لا يريد أن يسمع أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ثم إذا انتهى المؤذن من التثويب رجع يوسوس للمصلي حتى يحول بينه وبين صلاته يقول له اذكر كذا، و يذكره بأشياء لا تكون على البال ولا الخاطر لكن يذكره بها في الصلاة حتى لا يدري الرجل كم صلى، فالوسوسة دائمة، الوسوسة بالإشغال عن الطاعة، والوسوسة بالشك في الله كما قال النبي [لا يزال الشيطان يأتي الرجل فيقول له من خلق كذا، فمن خلق كذا، فمن خلق كذا، فمن خلق الله، فإذا أتاه ذلك فليستعذ بالله ولينتهي]، فالشيطان يوسوس لكل شيء ويشكك العبد حتى في وجود الرب جل وعلا فمن استجاب واستنام للشيطان وأخذ وسوسته وتمكنت في قلبه فقد كفر بهذا حتى وإن لم يخرجها من صدره، وإن رفضها وأنكرها فهذا صريح الإيمان، فالمؤمن في عراك دائم بينه وبين الشيطان عراك يبدأ من القلب وينتهي بعمل الجوارح، لذا لا بد على الإنسان أن يطرد وساوس الشيطان وتخيلاته ويظل مع الحق.



23- ما حكم الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان وهل المقصود بالهجرة في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم [لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد] يعني الهجرة من مكة للمدينة؟



الهجرة باقية إلى يوم القيامة لأن المؤمن وطنه دينه وعقيدته، ليس له وطن بذاته، المكان الذي يستطيع أن يقوم فيه بدينه فهذا هو المكان الذي يجب أن يقوم فيه، كما قال تبارك وتعالى {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} فأخبر الله بأن المؤمن إذا عاش مستضعفا في قوم من الكفار ولم يقم بدينه ومات على هذه الحال، دون أن يخرج من هذه الأرض التي لم يستطع أن يقم فيها الدين فهذا في النار. فوطن المؤمن عقيدته ودينه، أين تستطيع أن تقوم بدينك، فهذا هو المكان الذي تستقر فيه.

الأمر الآخر طبعا الهجرة المستحبة هي الهجرة إلى الله ورسوله، وبعد الرسول تكون للإمام المُمَكن، فقد أمر النبي بالهجرة إلى إمام المسلمين والقتال معه، فالهجرة الأولى التي ذكرناها هي هجرة المكان الذي يستضعف فيه المسلم إلى مكان آخر يكون آمن فيه حتى وإن كان مع الكفار، كما قال النبي للمسلمين يوم الاستضعاف في مكة قال [اذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحد] فدلهم على الحبشة وكان الأحباش من أكثر الناس عصبية لدينهم النصراني الذي هم عليه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحد] لذلك أمن المسلمون الذين هاجروا إلى الحبشة على أنفسهم حتى يسر الله تبارك وتعالى، وعادوا من الحبشة إلى المدينة.

وهناك هجرة أقل منها وهي الهجرة للعلم والدين كما قال جل وعلا {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}.

أما الهجرة للدنيا إذا كانت في أمر مباح فهي مباحة كما قال النبي [فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه] فالهجرة للدنيا جائزة مباحة كالضرب في الأرض من أجل التجارة، لكن الهجرة للدنيا لا تجوز إلى بلاد الكفار حتى لا يُفتن عن دينه، أما قول النبي [لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية] النبي قال هذا لأهل مكة، قال لهم بعد الفتح أن مكة أصبحت من دار الإسلام، أي من رحل من مكة إلى المدينة فهذه دار إسلام وهذه دار إسلام، وكلها تحت إمام وخليفة واحد. [ولكن جهاد ونية] يعني إما أن تجاهد بالفعل، أو تكون نية الجهاد موجودة في قلبك، كما قال صلى الله عليه وسلم [من لم يغزو أو يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من نفاق] فهذه من شعب النفاق، فإذا تركت إرادة القتال فقد تركت فرضاً من فرائض الله عز وجل لأن الله قال: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى إن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى إن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} وتركه في وقت الحاجة إليه إثم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إذا تبعتم العينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى تعودوا إلى دينه] فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يسلط الذل على الأمة إذا رضيت بالزرع وبالدنيا وبالبقر وتركت الجهاد في سبيل الله ويحل بها عقوبته، وهذا ما حدث للأمة. فقد تبايعت بالعينة وتحايلت في أخذ المال بالباطل، واتبعت أذناب البقر، ورضيت بالزرع، وتركت الجهاد. قال النبي [سلط الله عليكم ذلا لا يرفعه عنكم حتى تعودوا إلى دينه] والذل هنا هو علو الكافر على المسلم، ولا يرفعه إلا العودة إلى الدين لأن الله يقول: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فإذا غيرنا ما بأنفسنا من أسباب الذل آتانا الله بالعزة والتمكين.



24- أطلق القران الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لفظ النبي ولفظ الرسول فما الفرق بينهما علما بان أنبياء الله كثيرون والرسل قليلون؟



النبي والرسول بمعني واحد، الرسول في الشرع هو الشخص الذي اختاره الله تبارك وتعالى وأرسله برسالة يبلغها إلى الناس، أما الرسول في اللغة فهو كل من يحمل رسالة من شخص إلى آخر.

أما النبي فهو اسم فعل من النبأ، والنبأ هو الخبر العظيم، فالخبر أي شيء تخبر به غائب عنك، أما النبأ هو الخبر العظيم، فإذا قيل مثلا (يوجد سيارة في الشارع) هذا يكون خبراً، أما إذا قيل (زلزال عظيم يدمر أمة) يصير هذا نبأُ، كما سمى الله تبارك وتعالى يوم القيامة بالنبأ حيث قال: {عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون}.

فالنبي هو المنبأ الذي أرسلت إليه الأخبار العظيمة ليبلغها للناس، وليس بالضرورة أن يكون كل نبي رسولاً، ولكن بالضرورة أن يكون كل رسول نبياً، لأن الرسول صاحب شريعة وصاحب أمة مثل أمة بني إسرائيل أرسل فيهم موسى عليه السلام وهو رسول أرسله الله بشريعة، ولما مات تبعه أنبياء اختارهم الله من بني إسرائيل يحفظون هذه الشريعة ويطبقونها، فموسى رأس هذه الرسالة، ثم جاء عيسى عليه السلام نبياً ورسولاً لأنه جاء بشريعة فيها تغيير وفيها معجزات أخرى، ثم جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي نبأ بالأخبار العظيمة ورسول إلى الناس كافه بشريعة مستقلة، ليس بعده نبي فهو خاتم الأنبياء، فلا نبي ينبأ بخبر من السماء بعد محمد صلوات الله وسلامه عليه، وإنما علماء يرثون هذا العلم ويحكمون بشريعة الله ويجتهدون فيه يصيبون ويخطئون.



25- سمعت أحد طلبة العلم يفرق بين وحدة الوجود التي قال بها النصارى ووحدة الوجود التي قال بها الصوفية واستشكلت في فهم ذلك. فما الفرق بين العقيدتين وجزاكم الله خير.



النصارى لا يقولون بوحدة الوجود، لكنهم يقولون بأن عيسى هو الله خالق السماوات والأرض أو أنه ابن الله الخالد وانهم ثلاثة الذين خلقوا ولا يقولون بوحدة الوجود، أما القائلون بوحدة الوجود هم الهنادك، وعقيدة الهنادك عقيدة فارسية قديمة، وهم يقولون كل الموجود هو الله، فالوجود ليس فيه اثنان ليس هناك خالق ومخلوق بل عين الخالق هي عين المخلوق، الذي يخلق هو هذا الخلق كما قال صاحبهم فريد العطار: ما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنستهم الشيطان، والإنسان وكل شيء كلها عين واحدة. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

هذا اكبر كفر ورجس في الأرض فهذا ليس معتقد النصارى وانما معتقد أهل وحدة الوجود وكثير من مدعي التصوف يقولون بهذه العقيدة القذرة الفاسدة عياذا بالله. ومن أساطين التصوف الذين نادوا بهذه العقيدة "ابن عربي" الذي صاغ هذه العقيدة في كتابه (فصوص الحكم) و (الفتوحات المكية)، وعبد الكريم الجيلي في كتابه (الإنسان الكامل).



26- هناك الكثير من الناس يقولون أننا لا ندعو غير الله ولكن ندعو الولي لأن أعماله أفضل فيجعلونه وسيطا في الدعاء فما حدود ذلك في الشرع؟



هذا الولي إذا كان حي موجود فيجوز أن تطلب منه أن يدعو لك الله وهذه وسيلة جائزة إلى الله تبارك وتعالى، فالتوسل إلى الله عز وجل بدعاء الأحياء ممن تراهم من أهل الخير جائز كما قال الله تبارك وتعالى في شأن نبيه {لو أنهم ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} فاستغفار الرسول رحمة، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: [إذا جاء إمداد اليمن فاسأل عن رجل يسمى أويس القرني كان به بياض فبرأ منه إلا موضع درهم إن استطعت أن يستغفر لك فافعل] فكان عمر ينتظر، هذا من اعلام النبوة صلى الله عليه وسلم، فإن النبي أخبر بشيء يكون بعده لم يكن موجوداً، وكان عمر في خلافته عندما يأتي إمداد اليمن، وإمدادهم تعني المتطوعين إلى الجهاد في سبيل الله عندما يأتون إلى المدينة يسألهم أفيكم أويس القرني إلى أن وقع عليه فقال له: كان بك بياض وبرص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال له: نعم. وعندما تحقق من علامته قال له: ادع الله أن يغفر لي، فطلب منه أن يستغفر له ثم بعد ذلك قال له: أين تريد؟ قال له: العراق فقال له: اكتب لك كتابا إلى واليها؟ قال له: لا.. أحب أن أكون في عامة الناس ولا أحب أن يكون عندي وصية من الخليفة، ثم انتشر هذا الخبر عنه فبدأ الناس يتقاطرون عليه ليدعو لهم فخرج فاختفى حتى لا يعلم الناس مكانه حتى لا يُفتن بهذا، فهذا الرجل كان مجاب الدعوة لأنه كان بار بأمه فقط، هذا كان فعله الذي جعل له هذه المنزلة.

أما الرجل الصالح إذا مات يكون الطلب منه شرك بالله تبارك وتعالى لأنه قد مات وهو غافل كما قال الله عز وجل: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاؤكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم} فهو في برزخ وفي حالة أخرى، إن كان من أهل الجنة فهو في الجنة وإن كان من أهل النار فهو في النار، وبالتالي بينك وبينه حجاب ولا يجوز أن تتوسل بدعائه.

وكذلك حتى لو طلبت من الحي ما لا يُطلب إلا من الله، كأن تطلب منه أن يدخلك الجنة أو يخرجك من النار، فحتى وإن كان حياً يكون ذلك كفراً بالله، لأن إدخال الجنة أو الهداية بيد الله سبحانه وتعالى، ولا يُطلب إلا منه سبحانه، وقول السائل يجعلون هؤلاء وسطاء بينهم وبين الله، فالله ليس بينه وبين عباده وسطاء، ولم يأمر الله عز وجل أن يكون هناك واسطة بينه وبين عباده سبحانه وتعالى حتى رسوله، وإنما رسوله مبلّغ عنه سبحانه وتعالى، والله عز وجل هو القائم على كل نفس {أولم يكفِِ بربك أنه على كل شيء شهيد} والله لا يحتاج من أحد أن يرفع له حاجة الآخرين {وقال ربكم ادعوني استجب لكم}، ومن أراد أن يتخذ واسطة بينه وبين الله تصبح هذه الواسطة شرك كما قال جل وعلا {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم* إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين* ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى زلفى..} وقال جل وعلا {إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار} فليس هناك من يقربك من الله تبارك وتعالى إلا عملك الصالح فقط.



27- من الذي كذب على الله وقال أن السيئات لا يحاسب عليها الله سبحانه وتعالى وأن الحسنات فقط هي التي تجازى بالأجر والثواب؟



الذين قالوا أن السيئات لا تضر المؤمن والحسنات إنما تزيد في الثواب والأجر، هذا ما يسمونه بالإرجاء، وقد بدأ من عهد التابعين، وهي مقاله من مقالات أهل البدع، انتشرت في الأمة وأفسدتها، وكان لها من الآثار السيئة ما لها. وليومنا هذا من يعتقد من عوام الناس هذا الاعتقاد وإن كان لا يعرف معني الإرجاء لكنه يعتقده، فالإيمان بنظرهم أن يقول المسلم لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله ويؤمن بالقدر، أما العمل من صلاة ونحوه من العبادات فهي خير، إن لم يفعلها لا يضره هذا، وأن أمة محمد كلها ستدخل الجنة.



28- ذكرتم في خطبة سابقة أن الشرك من شعب الكفر وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (أنتم خير الناس للناس تجرونهم إلى الجنة بالسلاسل) فهل يفهم من الحديث أننا نبغض الشرك لا من وقع فيه أم أننا نبغض الشرك وأهله ومن وقعوا فيه وما هو تفسير الحديث ومناسبته؟



هذا الحديث لا علاقة له بأن الشرك من شعب الكفر، فالحديث جاء في قول الله تبارك وتعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال النبي صلى الله عليه وسلم [أنتم خير الناس للناس تجرونهم إلى الجنة بالسلاسل] حتى تفهم الحديث لا بد أن تسأل نفسك، ما هو أكبر خير ممكن أن يفعله إنسان لك؟ يكتب اسمك في شركة ويعطيك كل سنة أرباح مليون دينار؟ يبني لك بيت؟ يزوجك ابنته؟ أكبر من هذا كله أن يكون هناك إنسان يجعله الله سبباً بأن يدخلك الجنة، يأخذك ويشدك إليها، ويكون سبباً في أن يزوجك من الحور العين ويعطيك قدر هذه الدنيا وعشر أمثالها وحياة لا تنتهي، فالجنة أعظم ميراث، قدم مربع في الجنة خير من الدنيا وما فيها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لموقع صوت أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها]، وقال صلى الله عليه وسلم: [لو أن امرأة من أهل الجنة نظ

|¦₪¦| باب العقيدة |¦₪¦| Empty رد: |¦₪¦| باب العقيدة |¦₪¦|

barca
barca
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 2
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 30651 نقاط التميز : 40610 تقييم العضو : 915 التسجيل : 05/08/2009 الإقامة : guelma
http://www.guelma24.net
تمت المشاركة الأربعاء مايو 19, 2010 12:20 am
جزاك الله خيرا اخي على الموضوع المميز
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى