• الشهادة
    الموجعة على عصر التنكيل والرعب والترهيب في مجزرة القاهرة، أنستنا لوهلة
    في عذابات غيرنا، من المختلفين عنا في الملة والاعتقاد، الذين يسفكون دم
    إخواننا في فلسطين، ويعذبون آخرين في غوانتنامو، فما حصل، كان مكانه في
    قاهرة المعز، أم الدنيا التي ضاقت بالجزائريين، فأرادت إخراجهم من الدنيا
    بتأشيرة فورية نحو الآخرة!
  • المناصر
    "فوزي" من وهران، قال للشروق إنه تعرض للاحتجاز في فندق القاهرة رفقة
    العشرات خوفا من تسريب خبر مقتل جزائريين في الملعب، سألناه عن عددهم
    ومدنهم، فقال إنهم من البليدة وتيبازة، وحتى وهران، من حيّ دالمونت !
  • فوزي
    من وهران، اتصل بنا عبر صهره في عاصمة غرب البلاد، حصلنا على رقمه في مصر،
    وأعدنا الاتصال به، ليخبرنا بما وقع، أو ماذا حدث بالضبط بالنسبة لآلاف
    الأنصار الذين كانوا في ستاد القاهرة، ونعترف أن خيالنا لم يصل إلى حد
    القسوة التي وصف بها فوزي الأحداث، حيث قال: "لقد غدرونا يا أخي، انهالوا
    علينا بالحجارة الثقيلة مباشرة بعد خروجنا من الملعب وصعودنا إلى الحافلة،
    رأيت عدة جزائريين ينزفون دما، يستغيثون بالأمن الذي لم يقم بالتدخل
    ونجدتهم، طالبوا بتدخل المسؤولين الجزائريين، أو واحد من الوزراء الذين
    كانوا في الملعب، لا أحد استجاب للنداء، سقط المناصر تلو الآخر، دم هنا
    وهناك، قاسمه المشترك أنه دم جزائري تلوث بالعدائية المصرية المفاجئة
    وكراهية لا يمكن أن يتصورها حتى أن تكون بين المسلم واليهودي الإسرائيلي،
    فما بالك بين شعبين كانا من المفروض أن يكونا شقيقين".
  • فوزي
    لم يعثر على الكلمات، فقدها، أو أحس أنها هربت منه بمجرد انتهاء المقابلة
    وتحول الحدث الرياضي الكبير إلى مأساة مدوية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة،
    قال للشروق بألم: "أرجو يا أخي أن تقول للدولة والناس في الجزائر...راهم
    غدرونا، لعبوا بينا"؟!
  • لا
    أحد كان يتصور ما يمكن أن يحصل للجزائريين خارج الملعب، ولا أحد يملك
    سيناريو دمويا افتراضيا إلا الأنصار أنفسهم، فهؤلاء دفعوا ثمن مجيئهم لمصر
    ومناصرتهم للفريق الوطني الجزائري حتى آخر رمق، وقد دفعوا ثمن تصفيقهم
    أيضا على رابح سعدان ورفاق زياني ومقني حتى اللحظة الأخيرة، وكم كان غريبا
    حين قال مصريون للأنصار الجزائريين هناك: "جئتم باحثين عن تأشيرة
    المونديال سنمنحكم تأشيرة مجانية للآخرة"؟.