مناصروا المنتخب الوطني بعد العودة من مصر:الحمد لله لأننا خسرنا وإلا كانوا صفونا جميعا 22222213


اكد جميع المناصرين الجزائريين الذين كتبت لهم حياة جديدة أول أمس، بعد نجاتهم من مجزرة استاد
القاهرة أن ما وقع هناك كان بتواطؤ مع الحكومة المصرية وكافة الشعب المصري
كونهم لم يتدخلوا لانقاذهم بالرغم من أنهم يدعون أنهم''أشقاؤنا''. تزامن
وصولنا إلى مطار هواري بومدين الدولي في حدود الـ11,30، وقدوم أول طائرة
مصرية تقل المناصرين الجزائريين الذين نفذوا بجلدهم من بين أيدي المتعصبين المصريين الذين سيسوا
كرة القدم وخرجوا بالمباراة عن منحاها الطبيعي، بعد أن جعلوا من كافة
الجزائريين أعداء لهم، وهدف لابد من تصفيته، ومع هذا كانت المعنويات
مرتفعة، وفي جو مشحون بالدموع والغضب تعالت التكبيرات والتسابيح على أمل
الثأر لموتانا مباشرة من السودان يوم الأربعاء القادم، عازمون على
الانتقال إلى هناك لدحر المصريين والنيل منهم.

شهادات ناجون من المجزرة


في مشهد دراماتيكي أبطاله وجوه باردة

ومخربشة جراء الضرب والتنكيل، وملابس مليئة بالدماء، وعيون حمراء جراء الدموع
الكثيرة التي ذرفت حزنا على ما لاقاوه من عذاب في مصر، وبلسان غاضب يروي
قصصا قريبة لما نشاهده في الأفلام السينمائية حول الإرهاب والتقتيل
والتنكيل والتعذيب، التقينا ببعض العائدين من أم الدنيا التي تحولت،
حسبهم، إلى أم الجحيم بسبب تصرفات شعبها اللا إنسانية والتي ترجم من
خلالها كرههم للجزائريين.. محمد من السوريكار: ''ماحدث وما
ارتكب في حقنا كان مجزرة حقيقية، لقد رجمونا، نكلوا بنا ولم يفرقوا في
اعتدائهم بين النساء والرجال، احتجزونا في الملعب إلى غاية اخراج آخر
مناصر مصري، ثم أركبونا في الحافلات المخصصة لنقلنا إلى الفنادق ومنها إلى
المطار، وبقينا محتجزين 5 ساعات كاملة وسط الأحياء الشعبية المصرية
المتاخمة للعاصمة، كافة المصريين شاركوا في الاعتداء علينا، حتى رجال
الأمن والشرطة استفزونا وحرضوا شبابهم الثائر ضدنا ثم انسحبوا وتركونا
نواجه مصيرنا لوحدنا''. خالد من قسنطينة: ''60 حافلة تقل
الجزائريين كانت هدفا مباشرا للمصريين. السائقين تحولوا عن المسار المتفق
عليه مسبقا والمؤدي إلى المطار مباشرة عبر الطريق السريع لقد تعمدوا
مرورنا عبر أحياء القاهرة الشعبية لقتلنا، لقد خربوا الحافلات ودمروها
ومعها راكبيها، والسائقين المصريين كانوا يخبرونهم بجنسيتهم حتى لا
يضربوهم. لكن أوجه تحية كبيرة للجزائريين الذين تكافلوا ووقفوا وقفة
واحدة، والحمد لله كون ممثلين عن الفيفا كانوا معنا على متن نفس الحافلات،
والأكيد أن شهادتهم ستفيدنا كثيرا لانصافنا، اضطررنا لحماية أنفسنا
بأنفسنا أمام سيل الحجارة التي كانت تتساقط فوق رؤوسنا، الأمر كان أشبه
بليلة في الجحيم''. رضا سيتي 16: ''هي مؤامرة نفذت بإحكام
ضدنا نحن الجزائريين، أنا شخصيا ضربت على يد جنرال مصري، لقد نكلوا بنا،
كنت اهتف بالنصر لبلادي ومعي كافة إخواني الجزائريين، لقد أهنا عن حق على
يد المصريين، أكثر من 300 جريح سقطوا في ميدان الأهرام تحت وقع الحجارة
دون تدخل كائن من كان بمن فيهم ممثلوا دولتنا في مصر، لقد علقنا هناك
ورأينا إخواننا يفارقون الحياة أمام أعيننا دون أن نتمكن من مساعدتهم، كنا
عزل في مواجهة سيول المناصرين المصريين الغاضبين والذين توعدوا بتصفيتنا
جسديا واحدا تلو الآخر

وعن ظروف خروجهم من الملعب يقول: ''خرجنا مرفوقين بسيارة شرطة وحيدة، لكنها
تعمدت جعلنا ندخل في خط السير ذاك ثم غادرونا، مرت لحظات صمت سرعان ما
ذهبت بهجوم المصريين علينا بالمولوتوف والزجاجات الحارقة والحجارة ونحن
عزل، كانت ليلة من ليالي الجحيم، لقد توفي أربعة منا هناك، لم يكن أمامنا
شيء إلا حماية النساء والأطفال بعد النطق بالشهادتين، لقد تعانقنا وكأننا
نودع بعضنا، بعدها جعلنا النساء على الأرض وحميناهم بظهورنا من الحجارة،
أشبعونا ضربا، لقد عذبونا وأحرقوا علمنا وداسوه بأقدامهم القذرة أمام
أعيننا، كما تسببوا في إجهاض جزائرية جراء الضرب المبرح لها فحتى حملها
وبطنها المنتفخة لم يشفعوا لها''

رجال الأمن المصريين

''افعلوا بهم ما شئت"

''إسلام''

من بومرداس، 17 سنة: ''لقد خانونا وكذبوا علينا، أخرجوا شعبهم المقدر
بـ100 ألف مناصر وتركونا نحن الألف فقط، خطوا لهذا مسبقا وجعلوهم ينزلون
إلى الشارع قبلنا حتى يعتدوا علينا، تعذبنا كثيرا لازلت أذكر ملامح ابن
منطقة الأربعاء الذي توفي بين يدي صديقه، لقد أخرجونا وحاصرونا في فضاء
فارغ أمام رجال الأمن، الذين قالوا لهم افعلوا بهم ما شئتم، لقد كنا في
صراع مثل ذلك الذي نشاهده في فلسطين ونفس تصرفات اليهود بدرت منهم، كانت
هذه خطة محكمة، أوقفوا الحافلات وهجموا علينا، بقينا بدون أمن نواجه قدرنا
وحدنا حتى الثالثة صباحا''. محمد من قصر البخاري: ''ما حدث
يندى له الجبين، جميعنا ضربنا بمن فينا لاعبينا وسعدان وحتى روراوة، نرجوا
من روراوة التدخل كون المفتاح في يده، لقد استفزنا رجال الأمن المصريون
ومنعونا من الدفاع عن أنفسنا لقد وصفونا بالإرهابيين، والحمد لله لأن
الجزائر لم تتأهل كونهم توعدوا بقتلنا جميعا في حال فوز الخضر، لقد رجمنا
كما لو كنا شياطين والعياذ بالله، وحتى بعد الحادثة لم تصل سيارات
الإسعاف، إلا بعد ساعتين كاملتين من توقيت الاعتداء''.



ذهبنا لكرة القدم لا للحرب



تلك
كانت تصريحات ''أحمد الأمين'' من الحراش والذي كانت ثيابه بالألوان
الوطنية شاهدة عما قاسوه في أرض الكنانة: ''لقد أوقعنا المصريون في فخ،
رئيسهم قال لهم افعلوا ما شئتم وفوزوا بأي ثمن، لقد وصفتنا شرطتهم بأعداء
الله والدين والإرهابيين''، وعن النساء قال:''كانت معنا 20 سيدة في
الحافلة، ضربن وجردن من بعض ملابسهن رغم دفاعنا عنهن''، وعن ظروف نقلهم
إلى
المستشفيات:''لقد قام الأطباء بواجبهم وعالجوا الجرحى ونقلونا عبر سيارات
الإسعاف ولعل هذا الشيء الوحيد الذي لاقيناه هناك''. حميد

من قسنطينة: ''لقد قضينا ليلة سوداء، وأقول الحمد لله على خسارتنا، لقد
أرسلونا لحتفنا على بعد 10 كلم من الملعب، لقد استعملوا كل ما يحمل لضربنا
والتنكيل بنا، ما أذكره العدد الكبير للجرحى وللموتى الذين يجهل عددهم حتى
اليوم''.



''إسلام'' من بودواو: ''سائق أجرة مصري أنقذني''


من

[right]بين الوافدين من مصر الطفل اسلام صاحب التسع سنوات والذي ترجى والده طويلا

قبل المباراة حتى يرافقه إلى مصر، وبرغم ما شاهده وما لاقاه هناك، إلا أنه
بدا صابرا ومذهولا من هول ما حدث ''لقد طاردونا وركبنا طاكسي ووالدي غطاني
بمعطفه، لكنهم كانوا يحاولون اصطياد أي جزائري، الشعب كان يجري في كل
الاتجاهات مذهولا ومصدوما وأنا وأبي ساعدنا سائق الطاكسي المصري الذي نزل
وأحضر علم بلاده وغطاني به بعد أن نزع عني والدي قميصي الأخضر والأبيض،
إلا أنهم اكتشفوا أمرنا بأننا جزائريون بسبب سروالي الأخضر، وطاردونا إلا
أن انطلاق السيارة أنقذنا''. ويضيف والده، أن ما حدث هو عربون محبة من
المصريين اليهود الذين تجردوا من كل إنسانية ولم يرحموا لا الكبار ولا
الصغار والدليل الجروح التي أصابت ابنه الصغير، ومع هذا أصر على أن يرافقه
إلى السودان لحضور مباراة الفصل، طالبا من السلطات الجزائرية الوقوف إلى
جانب أبنائها ضد هذه الدولة التي تدّعي أنها شقيقة''.