مغربي‮ ‬يقتحم‮ ‬قنصلية‮ ‬الجزائر‮ ‬بالدار‮ ‬البيضاء‮ ‬ويدنـّس‮ ‬العلم‮ ‬الوطني Drapeau_algerien_115274733

شهدت أمس القنصلية العامة الجزائرية بالدار البيضاء، حلقة جديدة من تطاول المخزن، حين أقدم أحد الشباب المغربي المنتمي لصفوف حركة الشباب الملكي على إنزال العلم الوطني الجزائري من على مبنى القنصلية العامة الجزائرية، بعد يومين فقط من استدعاء ملك المغرب محمد السادس‮ ‬لسفيره‮ ‬بالجزائر‮ ‬للمشاورة،‮ ‬احتجاجا‮ ‬على‮ ‬رسالة‮ ‬بوتفليقة‮ ‬إلى‮ ‬قمة‮ ‬أبوجا،‮ ‬وبالمقابل‮ ‬تبدي‮ ‬الدبلوماسية‮ ‬الجزائرية‮ ‬قدرا‮ ‬كبيرا‮ ‬من‮ ‬التعقل‮ ‬والحكمة‮ ‬في‮ ‬تعاملها‮ ‬مع‮ ‬التوترات‮ ‬الأخيرة‮ ‬المفتعلة‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬المخزن‮.‬
وحسب ما نقلته وكالة الأنباء وعدد من المواقع الإخبارية بالمغرب، فقد بلغ أمس التطاول على الجزائر مداه، فبعد الإجراء الرسمي الذي أقدم عليه البلاط باستدعائه سفيره، جاء دور التطاول الشعبي، إذ أقدم بعد ظهيرة أمس الناشط المنتمي إلى صفوف "حركة الشباب الملكي"، يدعى حميد النعناع، قالت وكالة "هيسبرس" المغربية أنه منتم إلى صفوف المغاربة المهاجرين بالديار الإيطالية، على اقتحام مبنى القنصلية العامة على مرآى من أنظار عناصر الأمن المغربي وحراس القنصلية على اعتلاء مقر القنصلية العامة في حالة "هيستريا" متقدمة تنم عن تحريض أو تكليف بمهمة، ولدى الوصول إلى موقع الراية بواجهتها، أظهر الفيديو الذي تناقلته غالبية المواقع الإخبارية، كيف أنزل الشاب المغربي الراية الجزائرية من على القنصلية، وأقدم على تمزيقها، غير آبه للأحكام القانونية والأعراف الدولية التي تفرض حماية مباني السفارات والقنصليات‮ ‬التي‮ ‬تعتبر‮ ‬امتدادا‮ ‬للسيادة‮ ‬الوطنية‮ ‬للدولة‮ ‬على‮ ‬أراضي‮ ‬الدولة‮ ‬الأخرى‮.‬
الاعتداء غير الحضاري الذي أقدم عليه الشاب المغربي، والذي لم يتردّد في إنزال العلم الجزائري، يعكس بوادر المخطط العدائي الذي رسمه المخزن، والذي يبدو أنه هذه المرة يعول على تهييج الشارع واستغلاله لاستفزاز الجزائر، خاصة وأن ملك المغرب لم يكفه استدعاء سفيره في ذكرى‮ ‬ثورة‮ ‬نوفمبر،‮ ‬بل‮ ‬امتنع‮ ‬حتى‮ ‬عن‮ ‬توجيه‮ ‬رسالة‮ ‬تهنئة‮ ‬للرئيس‮ ‬بوتفليقة‮ ‬بمناسبة‮ ‬عيد‮ ‬الثورة،‮ ‬رغم‮ ‬أن‮ ‬بوتفليقة‮ ‬لم‮ ‬يكتف‮ ‬برسالة‮ ‬تهنئة‮ ‬واحدة‮ ‬للملك‮ ‬المغربي‮ ‬في‮ ‬عيد‮ ‬العرش‮ ‬بل‮ ‬أغدق‮ ‬عليه‮ ‬بتهنئتين‮.‬
محاصرة القنصلية العامة الجزائرية بالدار البيضاء وإنزال الراية الوطنية، صاحبتها هتافات الشباب المغربي الذي تعرض لعملية "غسل مخ" من قبل البلاط، وتم تهييجه إزاء مواقف ومطالب جزائرية قديمة معروفة ضمن موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية، وتمت عملية المحاصرة وسط دهشة الموظفين المشتغلين بالقنصلية الجزائرية وعناصر الأمن المغربي الذي كان حاصر لمنع أي تحرك مماثل حسب مزاعم المغرب، إلا أن الفيديو لم ينقل أي محاولة للشرطة المغربية لصد هذا الفعل المشين، كما استنكر العديد من المغاربة هذا العمل غير المبرر واعتبروه فعلا معزولا‮.‬
وحسب وكالة الأنباء المغربية، فعملية إنزال العلم الجزائري، أدت إلى اعتقال الشاب من طرف ضباط للشرطة القضائية كانوا حاضرين لمراقبة التحرك الاحتجاجي المزعوم، ولم تفلح تدخلات الجمعويين الحاضرين في فكّه من أيادي رجال الأمن الذين نقلوه إلى مقر الشرطة، ومتابعته قضائيا‮ ‬بعد‮ ‬شكوى‮ ‬سفير‮ ‬الجزائر‮ ‬المعتمد‮ ‬بالمغرب‮.‬